خالد أبو النجا.. مصطفى الجارحي

مصطفى الجارحي

بالتأكيد.. أخطأ الفنان خالد أبو النجا حين ظن أن الدستور، الذي آمن به وصوَّت له، سيحميه عندما يبدي رأيه.. وعليه الآن أن يدفع الثمن لأن الدستور الذي ناضل من أجله (يبيعه) في أول محطة.. في أول اختبار لتفعيل أهم بنوده (حرية الرأي).. البند الذي قدم المصريون دماءهم من أجل ترسيخه وتحقيقه.. جرِّب إذن أن تبدي رأيك.. قل أي شئ.. قل مثلاً (السيسي بالنظارة يبدو أكثر وسامة) وساعتها سيعتبرونك تهاجم الرئيس، وستقف مكان خالد أبو النجا: متهمًا بالخيانة العظمى، وبمحاولة قلب نظام الحكم، وباتهامات أخرى هي بالتأكيد ليست في خالد أبو النجا!

هل رجال “مبارك” يحاكموننا إذن بتهمة الخيانة العظمى وقلب نظام الحكم؟!.. هل رجال “مرسي” يحاكموننا بالتهمة نفسها؟! والأهم: هل من يهاجمون خالد أبو النجا شاركوا فعلاً في ثورة 25 يناير؟!.. هل حرية الرأي فقط لرجال “السيسي”؟!.. في عصر “مبارك” كتبت، أنا وغيري، قصائد تهاجم نظام حكمه وتهاجمه شخصيًا، وألقيتها من فوق منابر الدولة (على عينك يا تاجر)، لكن أحدًا من نظامه لم يتهمني بالخيانة العظمى ومحاولة قلب النظام، اللهم إلا بعض مضايقات تافهة في العمل، أو حرماني من التمتع بمزايا المؤسسة الثقافية التافهة من منحة تفرغ أو طباعة ديوان مثلا.. وفي عصر “مرسي” الأكثر فاشية كتبت قصائد تهاجم الإخوان، وتهاجمه هو شخصيًا، وتم نشرها في كبريات الصحف المصرية، ولم يتهمني أحد بالخيانة العظمى ومحاولة قلب النظام.. على الرغم من أننا قلبنا بالفعل نظامي حكم “مبارك” و”مرسي”.

اختصار القول: نحن أمام محك حقيقي، لتفعيل مواد دستور آمنا به وقاتلنا من أجله وصوّتنا عليه.. ولا يصح أبدًا معاقبة إنسان بتهم جزافية لمجرد إبداء رأيه بحسب نص (الدستور).

شارك برأيك.. كتابة الإيميل والموقع ◄ «اختياري»